الفرق بين الكيراتين والبروتين
في عالم العناية بالشعر والجمال، يُعتبر كل من الكيراتين والبروتين من المكونات الأساسية التي تساهم في تعزيز صحة الشعر ومظهره. على الرغم من أن كلا المصطلحين يشيران إلى مواد تقوية للشعر، إلا أنهما يختلفان في تركيبهما، طريقة عملهما، وفوائدهما. يتساءل العديد من الأشخاص عن الفرق بين الكيراتين والبروتين في العناية بالشعر، سواء من حيث تأثيراتهما على الشعر أو كيفية استخدامهما. في هذا المقال، سنلقي الضوء على الاختلافات الرئيسية بين الكيراتين والبروتين، ونوضح فوائد كل منهما، وكيفية اختيار العلاج الأنسب لشعرك.
1. تعريف الكيراتين
الكيراتين هو بروتين طبيعي موجود في الشعر، الجلد، الأظافر، والأنسجة الأخرى في الجسم. يُعتبر الكيراتين من البروتينات الهيكلية التي تمنح الشعر قوته ومرونته. يتكون الكيراتين بشكل رئيسي من أحماض أمينية، ويحتوي على نسبة عالية من الكبريت الذي يساهم في الحفاظ على مرونة الشعر وقوته. يمتاز الكيراتين بقدرته على تشكيل طبقة واقية تحمي الشعر من الأضرار البيئية مثل الأشعة فوق البنفسجية، التلوث، وحرارة أدوات التصفيف.
يتم إنتاج الكيراتين بشكل طبيعي في الشعر، ولكن مع مرور الوقت، قد يتعرض الشعر للتلف بسبب العوامل البيئية أو الاستخدام المفرط للأدوات الحرارية. لذلك، يلجأ الكثيرون إلى استخدام علاجات الكيراتين الخارجية لتعويض ما يفقده الشعر من الكيراتين الطبيعي وتحسين مظهره.
2. تعريف البروتين
البروتين هو مكون رئيسي في بناء الشعر، حيث يتكون الشعر في الأساس من البروتينات مثل الكيراتين. لذا، عندما نتحدث عن البروتين في سياق العناية بالشعر، فإننا نتحدث عن مجموعة من المواد التي تحتوي على أحماض أمينية تساعد في تقوية الشعر وإصلاح التلف. يُعتبر البروتين من المكونات الأساسية في تركيب الشعر، حيث يساعد على استعادة الأنسجة التالفة وتحسين مرونة الشعر، وبالتالي تحسين صحته بشكل عام.
العديد من أنواع البروتين المستخدمة في علاج الشعر تأتي من مصادر مختلفة مثل البروتينات الحيوانية (كالبيض، الحليب، واللحوم) أو البروتينات النباتية (مثل الكينوا وفول الصويا). يعتمد نوع البروتين المستخدم في العلاج على نوع الشعر واحتياجاته، حيث تساعد البروتينات على تغذية الشعر من الجذور حتى الأطراف.
3. الاختلافات الرئيسية بين الكيراتين والبروتين
أ. التركيب الكيميائي
الفرق الأول بين الكيراتين والبروتين هو في تركيبتهما الكيميائية. الكيراتين هو بروتين هيكلي يتكون من سلسلة من الأحماض الأمينية المتشابكة التي تحتوي على روابط كبريتية قوية. هذه الروابط تجعل الكيراتين قويًا ومرنًا، وبالتالي يساهم في تعزيز بنية الشعر وحمايته.
أما البروتين، فهو مصطلح عام يشمل مجموعة واسعة من البروتينات التي قد تحتوي على مجموعة متنوعة من الأحماض الأمينية، وليس بالضرورة أن تحتوي على نفس الروابط الكبريتية الموجودة في الكيراتين. لذلك، يمكن أن تحتوي منتجات البروتين على تركيبات مختلفة، تشمل مكونات أخرى غير الكيراتين.
ب. التأثير على الشعر
الكيراتين يعمل بشكل أساسي على تقوية الشعر وجعل مظهره أكثر سلاسة ولمعانًا. يعمل علاج الكيراتين على ملء الفراغات في بنية الشعر مما يمنحه مظهرًا ناعمًا وخاليًا من التجاعيد. من خلال علاج الكيراتين، يمكن تقليل التجاعيد الناتجة عن الشعر المجعد أو المتطاير، مما يعزز من مظهر الشعر بشكل عام.
أما البروتين، فهو يساعد في استعادة وتغذية الشعر التالف من خلال إصلاح الأضرار التي قد تحدث بسبب التعرض المفرط للحرارة أو التلوث. البروتين يعزز من قوة الشعر ومرونته، لكنه لا يؤدي بنفس الدرجة إلى تنعيم الشعر كما يفعل الكيراتين. يمكن أن تكون علاجات البروتين أكثر فائدة للشعر الضعيف أو المتقصف.
ج. مدة التأثير
علاجات الكيراتين توفر تأثيرًا طويل المدى، حيث يمكن أن يستمر تأثيرها عدة أشهر. ومع ذلك، يجب الحفاظ على الشعر باستخدام منتجات معينة، مثل شامبو خالي من الكبريتات، لضمان الحفاظ على نتائج العلاج لأطول فترة ممكنة. يتم تطبيق علاج الكيراتين عادة في صالونات التجميل ويتطلب مهارة عالية لضمان النتائج المثلى.
في المقابل، علاجات البروتين قد تكون أقل ديمومة. يمكن أن تستمر نتائج العلاج لبضعة أسابيع فقط، حسب نوع الشعر ومدى العناية به. علاجات البروتين غالبًا ما تكون خفيفة ويمكن تنفيذها في المنزل باستخدام ماسكات الشعر الغنية بالبروتين.
د. الاحتياجات والشعر المناسب لكل نوع
الكيراتين مناسب بشكل خاص للشعر الذي يعاني من الجفاف والتجاعيد والتلف نتيجة التعرض المفرط للحرارة أو العوامل البيئية القاسية. إذا كان شعرك مجعدًا أو متطايرًا، فإن علاج الكيراتين قد يكون الخيار المثالي لتحسين مظهره.
أما البروتين فيناسب الشعر الذي يعاني من التكسير والتلف بسبب نقص التغذية أو الاستخدام المفرط للأدوات الحرارية. بروتين الشعر يُعتبر الخيار الأمثل للشعر الضعيف والمجعد الذي يحتاج إلى إعادة بناء وتحسين القوة العامة.
4. طريقة الاستخدام
أ. علاج الكيراتين
يُعتبر علاج الكيراتين من العلاجات التي تُجرى عادة في صالونات التجميل. يتطلب هذا العلاج استخدام مادة الكيراتين السائلة التي تُطبق على الشعر بشكل متساوٍ، ثم يتم تثبيتها باستخدام حرارة عالية من خلال مكواة فرد الشعر. العملية تستغرق عادة عدة ساعات حسب طول وكثافة الشعر.
ب. علاج البروتين
علاج البروتين يمكن أن يتم بسهولة في المنزل باستخدام ماسكات شعر تحتوي على البروتينات المختلفة. يمكن العثور على هذه المنتجات في معظم المتاجر المختصة بعناية الشعر. يتم تطبيق الماسك على الشعر بعد غسله بالشامبو، ويترك لمدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة قبل شطفه.
5. المخاطر والآثار الجانبية
أ. علاج الكيراتين
على الرغم من فوائد علاج الكيراتين، إلا أن هناك بعض المخاوف المتعلقة بتأثير المواد الكيميائية المستخدمة في العلاج. تحتوي بعض علاجات الكيراتين على الفورمالين، وهو مادة قد تكون ضارة عند استنشاقها بكميات كبيرة. لذلك، من الضروري التأكد من استخدام منتجات كيراتين خالية من هذه المواد الكيميائية الضارة.
ب. علاج البروتين
علاج البروتين بشكل عام يعتبر أكثر أمانًا مقارنة بالكيراتين، حيث يحتوي عادة على مكونات طبيعية وآمنة للشعر. لكن، في بعض الحالات، قد يؤدي استخدام البروتين بكثرة إلى تراكمه على الشعر، مما يجعل الشعر يبدو ثقيلًا أو ضعيفًا.
6. الخلاصة
في النهاية، كل من الكيراتين والبروتين لهما فوائد عديدة للعناية بالشعر، ولكن الفرق بينهما يكمن في نوعية العلاج وتأثيره على الشعر. الكيراتين يساعد بشكل أساسي في تحسين مظهر الشعر وجعله أكثر نعومة ولمعانًا، بينما يعزز البروتين من قوة الشعر ويعالج التالف منه. يعتمد الاختيار بينهما على نوع الشعر واحتياجاته، حيث يمكن استخدام الكيراتين في حالات الشعر المجعد أو المتطاير، بينما يكون البروتين مناسبًا للشعر الضعيف والمتهالك. من المهم أن يتم استخدام هذه العلاجات بحذر وبطريقة صحيحة لضمان الاستفادة القصوى منها دون التأثير سلبًا على صحة الشعر.
